رسائل الزعيم للمشككين وأصحاب الجدليات ودعاة الفوضي:
التنافس في الانتخابات القادمة صعب ومع أحزاب شرعية..وليس مافيا دينية!
لن نعتمد علي إنجازاتنا فقط.. ولكن علي مرشحين واثقين يناقشون بالحجة وليس بالصراخ
التزام الرئيس بنزاهة وحيادية التصويت.. رد بليغ علي المطالبين بإشراف دولي عليها
المواطن يعيش في واقع متغير.. ومهمتنا تحصينه برؤية مستقبلية تنقذه ولا تورطه
حزبنا يخوض الانتخابات بكفاءات اختارتها الجماهير في الوحدات الحزبية
التنافس في الانتخابات القادمة صعب ومع أحزاب شرعية..وليس مافيا دينية!
لن نعتمد علي إنجازاتنا فقط.. ولكن علي مرشحين واثقين يناقشون بالحجة وليس بالصراخ
التزام الرئيس بنزاهة وحيادية التصويت.. رد بليغ علي المطالبين بإشراف دولي عليها
المواطن يعيش في واقع متغير.. ومهمتنا تحصينه برؤية مستقبلية تنقذه ولا تورطه
حزبنا يخوض الانتخابات بكفاءات اختارتها الجماهير في الوحدات الحزبية
كتب - محمد عوض
[/center]
وقف الرئيس مبارك مساء أمس الأول شامخا واثقا وفي منتهي اللياقة الذهنية والنفسية يتحدث إلي المصريين أجمعين.. 60 دقيقة خاطب فيها الزعيم الكبير كل أسرة في بر مصر.. فكان بحق رب العائلة الذي ينصح ويعلم ويتجاوز عن أخطاء الصغار.. الرئيس أعطي كل مصري أمس وثيقة للمستقبل وفي الوقت ذاته وبطريقة متحضرة وراقية وجه رسائل بليغة للذين يفكرون نيابة عن الشعب وينصبون أنفسهم أوصياء عليه ويصدرون الأحكام ويفرزون الواقع السياسي ويخوضون في المستقبل دون أن يتركوا علامة في الحاضر.. ليس من حق أصحاب الماضي المشين أن يتطوعوا بانتقاد الحاضر وتقديم رؤية لمستقبل.. لقد فشلوا في قراءة واقعهم أيام كانوا في السلطة.. ضلوا وأضلوا الناس.. فمن غير المعقول أن نجدهم اليوم يتطوعون لإبداء النصح والقلق علي مستقبل البلاد مع أنهم هم الذين أضاعوها من قبل ثم لم يعترفوا بمسئوليتهم.
مصر لن تكون أبدا حقلا لتجارب عصور مضت.. ولن تصبح مطية لمفكر أو كاتب أو سياسي ارتكب موبقات في عصره وعاد ليطل علينا من "كوه" في سقف الماضي لا يبصر منها الشمس ثم يحدثنا عن الصواريخ ومكوك الفضاء وهو لم يعرف للخيول بديلا.
علي أية حال كان الرئيس عظيماً أمس وهو يتحدث بواقعية عن مشاكلنا.. لا يتهرب من حلول.. يقبل التحديات ويثق في أبناء بلده الذين مروا من كل الأزمات الاقتصادية بصبر وتفهم.
كان الرئيس عظيماً وهو يؤكد أنه ربما لا تكون الإنجازات قد وصلت إلي كل مواطن لكنها ستصل للجميع طالما أننا علي الطريق الصحيح.. تواضع الرئيس ظهر عندما أعلن أن الانتخابات القادمة ستكون صعبة ويخطيء من يظن أنها غير ذلك.. وهذا اعتراف من يؤمن بأن الناس ربما تنسي الإنجازات إذا لم تجد مرشحي الحزب الوطني علي مستوي ما يطمحون إليه.. من ثم فإن أكبر الأحزاب المصرية لن يخوض الانتخابات واضعاً ساقاً فوق ساق استناداً إلي إنجازاته وخدماته.. وإنما يستند إلي اختيار دقيق لمرشحيه.. اختيار يعتمد علي ديموقراطية القواعد الحزبية.. سبعة آلاف وحدة غربلت المرشحين وجددت 60% منهم.. الرئيس يعلم أننا طالما احترمنا إرادة الناخب فإن الالتزام الحزبي سيتحقق وستؤلف القلوب علي قلب رجل واحد.. مهمة المرشحين الجدد الذين سيخوضون الانتخابات التشريعية القادمة ليست سهلة وسيكون عليهم مناقشة الناخبين بالحجة والإقناع وليس بالصراخ والاتهامات.. المرشحون للحزب الوطني ملتحمون بالجماهير ومتواصلون معهم.. يتعاملون مع قضايا وأزمات المجتمع ويطرحون أفكاراً ورؤي.. مرشحون ايجابيون يستفيدون من الأخطاء ويبنون عليها.. مرشحون يقدمون الحلول ويقف وراءهم حزب أنجز الكثير ومازال قادراً علي العطاء ويملك مفاتيح المستقبل.
رسالة الرئيس الهامة الأخري هي التأكيد علي نزاهة وحيادية الانتخابات وأيضا علي أن الجولات التشريعية ستشهد تعددية حزبية وهو ما يطالب به الرئيس ويدعو اليه.. انها دعوة للأحزاب كي تخرج من سباتها العميق وتتفاعل مع الجماهير.. دعوة لهم ليواجهوا المافيا الدينية التي تتاجر بالدين وتخلطه بالسياسة مستغلة بساطة الناس وطيبتهم فيتصورون أن اللحي والجلباب وزبيبة الصلاة هي التي ستحل المشاكل بينما الحقيقة أن لهم مآرب سياسية ويضللون الجماهير محاولين الاقتداء بما حدث للعراق ولبنان وفلسطين واليمن.. فعندما طغت الطائفية والدين علي مقدرات هذه الدول أنقلب حالها وصار الانقسام يهددها وتعطل تشكيل الحكومة بها وتوقف العمل والبناء وتفرغ أهلها إما للكلام أو الكلام المضاد.. وضاعت الشعوب.
الواقع والخيال
[center]مصر لن تكون علي هذا المنوال أبداً.. والرئيس عندما تكلم كان يركز علي كلمة "الواقع" وهي عكس "الخيال".. الواقع يتطلب مواجهة وشجاعة وقدرة علي التفكير والإنجاز وابتكار حلول لأزمات طارئة.. أما أهل الخيال و"الفرضيات" فهم كأهل بيزنطة القديمة الذين شغلوا أنفسهم بفرضية غريبة وهي هل الملائكة ذكور أم أناث؟.. "فرضية" مثل الفرضيات التي يبحث فيها بعض المفكرين الآن. مع أن كل الاحتمالات واردة في الدستور وتعديلاته.لذلك كان الرئيس مبارك رائعاً وهو يؤكد ان الدستور يعلو ولا يعلي عليه.
مصر دولة مؤسسات.. استقرت منذ زمان بعيد علي القانون والدستور.. لن تعرف الفوضي لأنها محصنة ضدها.. لن تتوه بوصلة الاختيار.. شرعية الحكم في مصر يدعمها الدستور والشعب.. الدستور هو أبوالقوانين والشعب هو مصدر السلطات.. ولا أحد - مهما كان مكانه - بإمكانه التحدث نيابة عن الشعب.. ولا أحد له الحق في المطالبة بنسف الدستور كل حين لمجرد أن مادة أو اثنتين لا يعجبانه.
كان الرئيس نافذ البصيرة وهو يتحدث عن المواطن الذي تتنازعه تيارات ويتبدل العالم من حوله وتدخل المنطقة إلي جب صراعات فيميل بقلبه إلي طرف في نفس الوقت الذي يبعده عقله عن جانب آخر.. يحتار المواطن بين هذا وذاك وأعتقد أن الرئيس مبارك كان يوجه الحزب والإعلام والصحافة والمجتمع إلي ضرورة إنقاذ المصريين وتحصينهم برؤية مستقبلية تحميهم ولا تفرط فيهم.. رؤية تنقذهم من مخاطر الانزلاق إلي "فخاخ" عاطفية تدغدغ المشاعر وتسمو فوق الانجذاب إلي دين أو عرق أو طائفة.. رؤية تحرص علي عدم توريط المصريين فيما يضرهم أو يخدعهم أو يسير بهم بعيداً عن جادة الطريق.
الرئيس تكلم عن الزيادة السكانية وإعاقتها للتنمية وشعرت انه كجراح ماهر أنهي عملية جراحية للإصلاح الاقتصادي ثم قام بخياطة الجرح لكنه بعد فترة يعاود النزيف.. فمكان الجراحة يكبر ويزداد حجمه كل حين.. ولو توقف لاستكان الجرح وهدأ و"لحمت" الخيوط الجراحية في الجسد لذلك يؤكد الرئيس دائماً علي أن "الوطن" يحتاج إنقاذاً من الانفجار السكاني الشديد.
وباعتباره رب الأسرة المصرية الكبري لا ينسي الرئيس أن يؤكد علي الآباء والأمهات توجيه أبنائهم للتعليم الفني فهو المستقبل المضمون والمربح.. أصحاب الورش وضعهم الرئيس بذكاء بالغ مع المهندسين والاطباء والمحامين والمدرسين ليكونوا جميعاً نواة المجتمع.. مجتمع صحيح الجسد يتماثل فيه دور رجل الاعمال مع دور العامل. لافضل لأيهما علي الآخر لأن الرئيس قدمهما في خطاب أمس الأول علي انهما "شريكان" في التنمية.
ولعل اللحظة الوحيدة التي بدا فيها الرئيس سعيداً وهو يتحدث عن انجازات الحزب الوطني عندما تطرق إلي مواجهة الحكومة لأزمتين عالميتين في عام واحد هما أزمة الغذاء والأزمة المالية العالمية.. الأزمتان أخضعتا دولا كثيرة وأذلتا الاعناق.. غير أن مصر رغم انها ليست من الاغنياء المتخمين إلا أنها استطاعت التصدي للأزمتين بمواردها الذاتية.. لم تقترض فقد مضي زمن الاقتراض ولم تمد يدها طلبا لمعونة أو منحة.. بل إن القاهرة تعرضت لخفض في قيمة المعونة الأمريكية لعامين متتاليين ولم تتبرم أو تشك.. علي العكس استطاعت تدبير موارد ذاتية وانعشت اقتصادها بثلاثة برامج تكلفت 33 مليار جنيه والحكومة علي استعداد لتدشين البرنامج الرابع إذا ما دعت الضرورة.
إنني أخشي القول أن الناس لم تكن لتشعر بقيمة الإصلاح الاقتصادي الا لو كانت الأزمة المالية قد أصابتنا في مدخراتنا.. لم يحدث أن ذهب مصري واحد للبنك ليسحب مدخراته واعتذروا له عن عدم امكانية دفعها نتيجة للأزمة المالية العالمية.. حدث هذا في أمريكا وفي انجلترا ولم يستطع المواطنون الحصول علي ودائعهم.. لم يحدث هذا في مصر ولن يحدث.
تبقي أزمة القمح.. نحن الدولة الأولي في استيراده بالعالم حيث نستورد 15 مليون طن رغم انها كانت 4 ملايين طن قبل سنوات قليلة.. لا يمكن ان يكون كل هذا القمح يستخدمه المصريون في طعامهم.. جزء كبير منه يذهب لعلف المواشي والدواجن.. لا يمكن ان تنفق الدولة كل هذا الدعم علي القمح من أجل دعم رغيف تأكله الحيوانات في نهاية الأمر.. الدعم يقتطع من الموازنة للانفاق علي الخبز وياليته يصل إلي المواطن المستحق للدعم.
علي أية حال اثبت الرئيس مبارك أمس أنه زعيم الواقع وبطل إدارة الأزمات القادر علي تجنيب بلاده مخاطر المغامرات أو الاندفاع في قرارات خاطئة بنفس القدرة التي حمي بها سيادة القرار المصري واستقلال إرادته.
الجمعة يناير 31, 2014 7:30 am من طرف احمد عبد الغفار
» صوره رعب رعبت جميع العالم
الإثنين ديسمبر 24, 2012 4:19 pm من طرف hanan2
» الزمالك يعاقب حسين المحمدى.. ويقترب من ضم محمد يونس
الإثنين ديسمبر 24, 2012 3:48 pm من طرف hanan2
» زخارف روعة
السبت سبتمبر 25, 2010 7:25 pm من طرف هشام زكريا
» جماهير الإسماعيلية تطالب برحيل الإدارة بعد السقوط فى «فخ» شبيبة القبائل
الثلاثاء يوليو 20, 2010 3:22 pm من طرف MR.Gama
» البدرى مرتاح للتعادل مع هارتلاند.. ويفاضل بين «غدار» والكاميرونى
الثلاثاء يوليو 20, 2010 3:17 pm من طرف MR.Gama
» Win Materx V4 2010
الجمعة يوليو 16, 2010 7:54 pm من طرف MR.Gama
» فيلم لا تراجع ولا استسلام القبضة الدامية
الجمعة يوليو 16, 2010 7:49 pm من طرف MR.Gama
» إعادة تشريح جثة الشاب المصري الذي تعرض للضرب
الجمعة يوليو 16, 2010 7:43 pm من طرف MR.Gama